تذكر زوالها وان الرحيل حتمي

تذكر زوالها وان الرحيل حتمي. فلان مات ثم فلان مات خرج الكثيرون من دنيانا ومن بين ايدينا وترحمنا عليهم وتاسفنا وكان الامر انتهى بالحزن وليس هناك اخر يشتغل، ان هذا الموت لم يكن فقط على الاخرين ونحن ليس على طريقهم، مع ان الجميع موقن بان ذلك حادث لا محالة ولكن الغفلة والانشغال بالدنيا يلهي وينسى البعض نفسه كقوله تعالى (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ) اي لكثرة انشغالهم حتى لم يجدوا الوقت ليسمعوا ما يلزم من دين الله وكيف ينجو من عقابه، بايجاز، كم مستمتع بالدنيا غادرنا، وتلك المتع انتهت وبقي امامه ما قدم لو سالوه عن الصحبة والانس ما سره مما كان مع اصحابه الا ما كان في طاعة الله، مرت الايام ويندم المستمتع على ما تمتع به، نسمع الرحيل بعد تلك الايام والافراح، الفنان الكبير فلان رحل السياسي الكبير رحل الثري الغني فلان رحل، ومن مللكوا وجمعوا خير ما يتمنى الناس تركوه، (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ). الدخان، تذكر اخي المسلم ان الذي يسرك وتستمع به كثير وترضى عنه وعن نفسك بانك فعلته ولست نادم عليه هو لحظات العلم في الدين والعبادة والصبر على ترك المعاصي تذكر مرارة لحظاته وتبقى لك السعادة الدائمة والمتعة الباقية والحياة الحقيقية فلا تضيعها بمتعة قصيرة زائلة فان زينات الدنيا وملاهيها كثرت فلا تلهيك عن ذكر الله، فاصبر قليل لتنجو من عذاب شديد، ومن وصايا النجاة قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطً). الكهف.
ايها العباد كتب ربكم على نفسه الرحمة. (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). 54 الانعام.