حقيقة الاسلام وجوهر الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حقيقة الاسلام وجوهر الدين

حكمة الخلق والرسالة والمراد من العالمين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نعيم القبر وعذابه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 20/07/2019

نعيم القبر وعذابه Empty
مُساهمةموضوع: نعيم القبر وعذابه   نعيم القبر وعذابه Emptyالخميس يوليو 25, 2019 12:41 pm


نعيم القبر وعذابه

فقرة من كتاب حقيقة الاسلام وجوهر الدين جزء 2

أن من اركان الايمان: الايمان بالغيب، وما جاء في كتاب الله او السنة الصحيحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب القبول به والتصديق، وقد عرف عند اهل السنة والجماعة من اصولهم الايمان بعذاب القبر او النعيم في حياة البرزخ، ما بين الوفاة وقيامة الساعة، وذلك تصديقا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثلما يؤمنون بوجود ملائكة بين الناس وكذلك الجن يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. بل والروح التي في كل نفس ولا يرى شخص روح نفسه فهل ينكرها لانه لا يعرف حقيقتها التي قال الله عنها: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ). 85 الاسراء.
ومما يقطع الشك والتلبيس ادلة عديدة منها قوله تعالى: عن آل فرعون حيث يعذبون صباحا ومساء قبل عذاب يوم القيامة كما في الاية: ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ). 46 غافر.
كما اشار تعالى الى نوع من الحياة لمن قتل في سبيل الله بل ونهى عن اعتقاد غير ذلك في قوله تعالى: ( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُون ). 154 البقرة.
وليس فقط حياة بل فيها رزق يعلمه الله، بل حصل لهم فضل فرحوا به وفي شوق لمن يستشهد بعدهم ليجد ما وجدوا، حيث جمع تعالى بيان كل ذلك في الايات: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين ). 169-171 آل عمران.
ومن جهة ان الايات التي دلت على نعيم الشهداء في الجنة وانهم احياء يفيد ان هناك حياة من نوع اخر بعد الموت وفيها يرزقون، وهذا يؤكد ان بعد الموت معاملة قبل الاخرة، وحياة في عالم اخر، فاذا كان هذا في شان اصحاب النعيم يفيد ايضا هناك معاملة اخرى بعد الموت لاصاحب الجحيم او بعض اهل المعاصي.
وفي الحديث النبوي الطويل المشهور عن البراء بن عازب رضي الله ومنه عن العبد المؤمن جاء فيه: قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقولان له: وما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، فينادى مناد في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره. رواه الامام احمد.
وكذلك الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنها قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال:  إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.  متفق عليه.
والعذاب والنعيم يمكن ان يكون للروح او الجسد، واشار لذلك وحكى اتفاق المسلمين عليه شيخ الاسلام كما ورد في مجموع الفتاوى ج 4 ص 282 حيث قال: بل العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح مفردة عن البدن. انتهى
وايضا قال قبلها ص 262 : قال: وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة: هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة، وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع.
وبينت الاحاديث ان ارواح المؤمنين تسرح في الجنة وذلك يفيد ان النعيم والرزق يكون للارواح وايضا العذاب لها. لهذا لا يراه الناس في القبر، لانه عذاب للنفس اي للروح، وكما جعلها الله تحس في هذه الحياة فهو قادر ان يحعلها تحس في عالم اخر، سواء كان عذاب او نعيم.
وفي ذلك حديث عن ابن مسعود عن ارواح المؤمنين: فقال: إنا قد سألنا عن ذلك، ( يعني سالوا النبي صلى الله عليه وسلم)، فقال: أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل. وتمام الحديث في صحيح مسلم.
وحديث عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم، ومأكلهم، وحسن منقلبهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب " فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم. فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. رواه الامام احمد.  
وحديث كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما نسمة المؤمن( اي روحه) طائر معلق في شجر الجنة، حتى يبعثه الله إلى جسده يوم يبعثه. رواه احمد والنسائي وابن ماجة .
وما يفيد وقوع ذلك بعد دخول القبر حديث ابي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم . فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون قولاً فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذباً، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. رواه الترمزي بسند حسن.
وحديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ ( لمحمد) فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه. رواه الشيخان واحمد وغيرهم.
ولا يلزم من حياة البرزخ ان تكون مثل حياة الدنيا فهي حياة اخرى للروح لا للجسد، يعلمها الله كما ان الناس في الاخرة يكنون في غير هيئة الدنيا كقوله تعالى: (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ).15 ق. بل حتى السموات والارض تبدل كما قال تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ). 48 ابراهيم.
وكما يقع على الانسان تعذيب وهو نائم ولا يشعر به الاخرين، لانه تأثير على روحه، والاحساس في الدنيا يكون لجسد الانسان عندما تكون فيه روح فيحس ويشعر وحتى الحيوان يحس فقط عندما تكون فيه الروح، ولكن عندما تخرج الروح يفقد الجسد الحس والحركة، لان تلك التي كانت تحس او يحس بها هي الروح، فكذلك عندما خرجت منه ايضا تحس في عالم البرزخ سواء عذاب او نعيم، بحسب ما قدر لها خالقها والله وحد العليم بذلك.
وجاء في الحديث: أن الملائكة تقبض روح العبد المؤمن، وترقى به إلى السماء، فتقول الملائكة: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحاً من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. رواه النسائي 8\4 والحاكم 504\1 وابن حبان 284\7 والسلسلة الصحيحة للالباني.
فالنعيم او العذاب في حياة البرزخ ثابت سواء كان له قبر او ليس له قبر لانه يحدث للروح، فانها في عالم ما بعد الموت ولا يعلمه الا الله الذي اعطى الروح واخذها وتذهب حيث اراد لها وهو العليم بمصيرها، فلا يجادل شخص في شي ليس له به علم ولا تصرف، ولا يمكنه ارجاعها، فما اخبر به الذي اخذها يجب التصديق به لانه الله الخالق العليم الخبير.
وذلك من اركان الايمان وهو الايمان بالغيب الذي اخبر به الله تعالى سواء في القرءان او على لسان رسوله مما اوحي اليه، وعلينا التصديق كما يصدق المؤمن بالجنة والنار في الاخرة التي لم يرها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://truthislam.ahlamontada.com
 
نعيم القبر وعذابه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حقيقة الاسلام وجوهر الدين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: