حقيقة الاسلام وجوهر الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حقيقة الاسلام وجوهر الدين

حكمة الخلق والرسالة والمراد من العالمين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اتحدوا يا اهل التوحيد فالاجتماع شعيرة من الشعائر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 20/07/2019

اتحدوا يا اهل التوحيد فالاجتماع شعيرة من الشعائر Empty
مُساهمةموضوع: اتحدوا يا اهل التوحيد فالاجتماع شعيرة من الشعائر   اتحدوا يا اهل التوحيد فالاجتماع شعيرة من الشعائر Emptyالأحد نوفمبر 24, 2019 2:36 pm

اتحدوا يا اهل التوحيد واذا حدث الخلاف في الفقه او الادارة فلا تصح الفرقة
قد يقع الخلاف بين طلبة العلم وحتى بعض كبار اهل العلم، ولكن طالما الامر دعوة لله فيجب البصيرة والترجيح السليم لما يصلح الدعوة وليس ما يرى حول المسالة او مرارات من تصرفات الاخرين، واما السعي لاصلاح ما يراه خطا لا يبرر ترك جماعة اهل السنة اذا كان الموقف المراد به الثواب والدعوة للخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يكون المعروف في ترك الجماعة التي على التوحيد، ولا يكون النهي عن المنكر في ترك الجماعة او محاربتها، لانها دعوة الله وسبيل المؤمنيين الذين اجتمعوا عليه. فلا يمكن ان يكون ذلك في التنفير من اهل التوحيد والسنة بسبب ان فيهم مخطئ او حتى عاصي، بل لو صح ذلك كان المطلوب النصح خاصة اذا كانت المسالة اجتهادات ادارية او سياسية فليس الصواب اعتزالهم فضلا عن محاربتهم والصد عن سبيلهم سبيل المؤمنين ولا التربص باخطائهم والبحث عنها وجمعها وعرضها على الناس حتى يصبح الداعية سعيدا بذكر اخطاءهم وعثراتهم ان صحت فيجعل دينه محاربة الدعاة والدعوة، فتامل يا عبد الله خلاصة ما وصلت اليه فما هو الخير والثواب الذي تريده من ذلك اذا تنفر الناس من دعوة الحق، وان اعتزلها الناس بناء على نهيك عنها فانهم تركوا التوحيد والسنة واهلها لاجل تجاوز خطا بعض افرادها ان صح فضلا ان لا يكون خطا وانما تقدير بعضهم. واعطي نفسك فرصة للتامل والمراجعة فربما يرى البعض خطا ولكنه كان مخطا كبعض الذين خرجوا ضد الخليفة علي رضي الله عنه في موقعة الجمل مجتهدين، ورجع بعضهم فيما بعد واعلنوا ندمهم على ذلك رضي الله عنهم اجمعين. وتذّكر ان دين الجماعة ليست هي تلك الاخطاء او المعاصي وانما هو التوحيد والسنة، وان اتباعك لها في المعروف، واذا دخلها الاخرين كان ذلك لاجل التوحيد والسنة لذلك لا يضر اتباعهم للدعوة ان وجد فيها مخطئ او عاصي، فنهيك هنا عن الدعوة وسبيلها اصبح صد عن سبيل الله وليس عن اخطاء الدعاة، وان لزم التنفير او التحذير يكون عن فعل لخطا دون النهي عن الجماعة التي قامت على التوحيد والسنة. طالما لم يكفروا، وان كنت تحسبهم في عداد عامة المؤمنين اي المنتسبين للاسلام فالموقف هو ما امر الله به الاصلاح بينهم حتى لو بلغ الخلاف مرحلة الاقتتال وليس فقط خلاف سياسي او في اجتهاد، فالاولى الاصلاح وليس التنفير منهم ولا اعتزالهم قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). الحجرات.
فما بال البعض يعتزلهم وينهى عنهم. بل ويسخر منهم والله نهى المؤمنين عن ذلك كما هو معلوم بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ). الحجرات.
وقال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله عمّ بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية, فلا يحلّ لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره, ولا لذنب ركبه, ولا لغير ذلك.
وقوله ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) يقول تعالى ذكره: ولا يغتب بعضكم بعضا أيها المؤمنون, ولا يطعن بعضكم على بعض; وقال : ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) فجعل اللامز أخاه لامزا نفسه, لأن المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره, وطلب صلاحه, ومحبته الخير. ولذلك رُوي الخبر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: " المُؤْمِنُونَ كالجَسَدِ الواحِد إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سائِرُ جَسَدِهِ بالحُمَّى والسَّهَر ".
وتمام الاية: ( وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). 11 الحجرات.
وقال ابن كثير: نهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الكبر بطر الحق وغمص الناس " ويروى : " وغمط الناس " والمراد من ذلك : احتقارهم واستصغارهم ، وهذا حرام ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له.
وذكر ايضا: قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) أي : لا يطعن بعضكم على بعض .
وقوله : ( ولا تنابزوا بالألقاب ) أي : لا تتداعوا بالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها.
واذا كان المراد من الموقف هو الطاعة والدين فان الاجتهاد في اصلاح الجماعة اولى من ادخال الجدد في الاسلام كما صح من حديث ابن هبيرة عن الخوارج فيما هو اشد وهو القتال فهو اولى من دعوة الكفار للاسلام. وقد استدل به شيخ الاسلام، وايضا ابن حجر في الفتح جزء 12 ص 301 : قال ابن هبيرة -رحمه الله-: “وفي هذا الحديث أنَّ قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى”.
والمراد هنا حفظ كيان المسلمين اي جماعتهم اولى من دعوة الاخرين للاسلام، بمعنى ان حماية الجماعة واصلاحها من الداخل ومنع التفكك، فان ذلك اولى من دعوة الاخرين.
وعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينشغل بدعوة المشركين في مجلسه وكان يطمع في اسلامهم ثم دخل الصحابي ابن ام مكتوم وهو لا يرى من معه في المجلس واشار صلى الله عليه وسلم لمن يقوده ان يكفه حتى يفرغ لكنه اصر ويردد النداء يا رسول الله علمني: فعبس صلى الله عليه وسلم لحرصه على دعوة المشركين ثم يعود اليه واقبل على المشرك يخاطبه، لكن مجرد هذا العبس عاتبه ربه بقوله تعالى: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى). ثم اشار لعدم ترجيح الحرص على اسلام المشرك اكثر من اصحابه فقال تعالى عن المشرك: (وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى ) قال الطبري: يقول: وأي شيء عليك أن لا يتطهَّر من كفره فيُسلم؟. بمعنى ليس مهما ان لا يسلم باكثر من استقبال الموحد الذي جاء يريد مزيدا من التزكية والعلم.
ذكر القرطبي من ضمن الاقوال: ولكن الله تبارك وتعالى عاتبه حتى لا تنكسر قلوب أهل الصفة ; أو ليعلم أن المؤمن الفقير خير من الغني ، وكان النظر إلى المؤمن أولى وإن كان فقيرا أصلح وأولى من الأمر الآخر ، وهو الإقبال على الأغنياء طمعا في إيمانهم ، وإن كان ذلك أيضا نوعا من المصلحة.
(كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ). قال الطبري: يقول تعالى ذكره: ( كَلا ) ما الأمر كما تفعل يا محمد من أن تعبس في وجه من جاءك يسعى وهو يخشى، وتتصدّى لمن استغنى ( إنَّها تَذْكِرَة ) يقول: إن هذه العظة وهذه السورة تذكرة: يقول: عظة وعبرة.
والشاهد الحرص على افراد الجماعة وتزكيتهم واكرامهم اولى من دعوة المشركين فضلا عن عوام المسلمين الذين يمكن الاهتمام بهم بعد ترابط جماعة الموحدين الملطوب لزومهم واصلاح ذات بينهم.
وعندما عرض المشركون عليه ان يطرد من مجلسه بسطاء الصحابة (صهيب وعمار وبلال وخبّاب) فربما يسمعوا له، فنهاه الله عن ذلك في قوله تعالى: ( وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ). 52 الانعام.
قال الطبري: عن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، وعنده صهيب وعمار وبلال وخبّاب، ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء من قومك؟ هؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعًا لهؤلاء؟ اطردهم عنك! فلعلك إن طردتهم أن نتّبعك! فنـزلت هذه الآية.
كما ذكر الطبري: عن خبّاب, في قول الله تعالى ذكره: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه " إلى قوله: " فتكون من الظالمين "، قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاريّ, فوجدوا النبيّ صلى الله عليه وسلم قاعدًا مع بلال وصهيب وعمار وخباب, في أناس من الضعفاء من المؤمنين. فلما رأوهم حوله حَقَروهم , فأتوه فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا العرب به فضلَنا, فإنّ وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبُد, فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا, فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت! قال: نعم! قالوا: فاكتب لنا عليك بذلك كتابًا. قال: فدعا بالصحيفة, ودعا عليًّا ليكتب. قال: ونحن قعود في ناحية, إذ نـزل جبريل بهذه الآية: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين " , ثم قال: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ , ثم قال: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ، فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفةَ من يده, ثم دعانا فأتيناه وهو يقول: سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ! فكنا نقعد معه, فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا, فأنـزل الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، [سورة الكهف: 28]. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معنا بعد, فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها، قمنا وتركناه حتى يقوم.
ثم زكى الله اهل التوحيد وانه اعلم بفضلهم وتفضيلهم على غيرهم لانهم عرفوا الشكر لاهله ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ).
فالاهتمام باهل التوحيد اولى من دعوة الاخرين، واذا الامر دينا وطلب الثواب فهو في لزومهم واكرامهم. فالثواب في الاصلاح بينهم وتقوية شوكتهم والامر بلزوم جماعتهم، وليس الامر بحزب سياسي نختار ان نفارقه او نتابعه بل الامر دين وشعيرة تعبدية، بل البحث عن ملجا غيرهم من صفات المنافقين، وذكر عن صفات اهل الصدق بعد ان يمتحنوا بالفتن: لم يتخذوا ملجا او جهة غير المؤمنين:  ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ). التوبة.  فذكر بعد الله ورسوله المؤمنين الجماعة التي لا يحب المؤمن غير جماعتها ولا يلجأ لفئة غيرها.
وذكر الطبري عن الوليجة قوله: عن أبي جعفر, عن الربيع: (وليجة)، قال: دَخَلا.
ويفسر الوليجة في المقابل ذكره حال المنافقين: (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ). 57 التوبة.
وكانوا قبل انشقاقهم بالجيش على صفات اشار لها القرءان حيث قال: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ). ومن تلك الصفات المشاققة دعوة الناس لترك جماعة التوحيد للخذلان. وذكر الطبري عن ابن إسحاق: (وقلّبوا لك الأمور)، أي: ليخذِّلوا عنك أصحابك, ويردُّوا عليك أمرك.
وفي الامور الاجتهادية هناك مسائل يرها البعض خطا وربما هي غير ذلك وان حدث الخطا فمعالجته بحكمة كما ذكر شيخ الاسلام في الفتاوى جزء 20 : ص 61: ( ومما يدخل في هذه الامور الاجتهادية علما وعملا ان ما قاله العالم او الامير او فعله باجتهاد او تقليد ، فاذا لم ير العالم الاخر او الامير مثل راي الاول لا يامر به ، او لا يامر الا بما يراه مصلحة ولا ينهى عنه. ( قلت وهذا يفيد ان الامور الاجتهادية ان كان للاخرين فيها فهم اخر لا يجبروا على فعلها وترك امرهم الى الله ، كما ليس لهم ان يطلبوا من الاخرين التنازل عن رايهم خاصة اذا كانوا السواد الاعظم منهم ويتسايرون معا للتعاون على بقية الواجبات ولا يعتبر هذا افتراق وانما سعة للشرع وفقه للخلاف) (نواصل كلام شيخ الاسلام): اذا ليس له ان ينهى غيره عن اتباع اجتهاده ، ولا ان يوجب عليه اتباعه ، فهذه الامور في حقه من الاعمال المعفوة ولا يامر بها ولا ينهى عنها بل هي بين الاباحة والعفو . وهذا باب واسع جدا فتدبروه. ). انتهى.
الى ان قال ص 141 وبعدها: ولهذا يحتاج المتدين المتورع الى علم كثير بالكتاب والسنة والفقه في الدين والا فقد يفسد تورعه اكثر مما يصلحه كما فعله الكفار واهل البدع من الخوارج والروافض وغيرهم. الثالثة جهة المعارض الراجح وهذا اصعب من الذي قبله. فان الشئ قد يكون جهة فساده يقتضي تركه فيلحظه المتورع ، ولا لحظ ما يعارضه من الصلاح الراجح. ( قلت: بمعنى يتورع عما فيه شبهة ويترك مصلحة عظيمة للمسلمين ضياعها اكبر ضررا على المسلمين من الوقوع في ذلك الشيء المتروك فكيف اذا كان المتروك محتملا ضرره وليس محقق) ، ( نواصل قوله) : وبالعكس فهذا هذا: وقد تبين ان من جعل الورع الترك فقط . وادخل في هذا الورع افعال قوم ذوى مقاصد صالحة بلا بصيرة من دينهم ، واعرض عما ما فوتوه بورعهم من الحسنات الراجحة . فان الذي فاته من دين الإسلام اعظم مما ادركه فانه قد يعيب اقواما هم الى النجاة والسعادة اقرب. وهذه القاعدة منفعتها لهذا الضرب وامثاله ، فانه ينتفع بها اهل الورع الناقص او الفاسد ، وكذلك اهل الزهد الناقص او الفاسد فان الزهد المشروع الذي امر الله ورسوله هو عدم الرغبة فيما لا ينفع من فضول المباح ، فترك فضول المباح الي لا ينفع في الدين زهد وليس ورع ). مجموع الفتاوى.  
والمزيد حوله في بحث( حكم المشاركة في العمل العام) ويتضمن عدة مسائل منها ذلك.
والمراد هنا حتى في حالة الخلاف والاخطاء في الجماعة فلا تحارب جماعتهم، ويبقى لزوم الجماعة طاعة في ذاته وتواصل الدعوة لاصلاح الخطا، ولا يظن ان فقط الموضوع دعوة الى التوحيد وسوف يدعوا بعيدا عنهم، ولكن لزوم الجماعة امر واجب واما النهي عنها وابعاد الناس عنها فصد عن سبيل الله وان كان يدعو الى التوحيد فهو يحارب جماعته وتارك للسنة. فالخوارج والمعتزلة يحاربون الصوفية ويدعون الى التوحيد على طريقتهم الا ان علماء اهل السنة والجماعة لم يحسبوهم من الجماعة ولا من اهل الحق فيجب تدبر ذلك ولا نظن اننا على الحق بمجرد النهي عن الشرك.
واذا قبل كل منهم الامر وعادوا للاجتماع على الحق فان ذلك ليس لاحد منهم ولا تنازل لاجل البعض وانما هو لاجل الله عزّ وجل وتعظيما لدينه وشعائره وطلبا لرضاه وعفوه واتباعا لسنة نبيه، فندعو كل الاطرف الى الجماعة وبحث الخلاف من خلالها وليس بمعاداتها.
وكما قال ابن مسعود الخطا في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. كما وروى عن عامر بن ثابت بن قطبة قال: كان عبد الله بن مسعود يذكر كل عشية خميس، فيحمد الله ويثني عليه ويقول: ان احسن الحديث كلام الله، واحسن الهدي هدي محمد، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وشر الرواية رواية الكذب. وسمعته يقول: ياايها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فانها حبل الله الذي امر به، وان ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة.
وروى الامام ابن بطة عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل لله في الجماعة فاصاب تقبل الله منه، وان اخطا غفر الله له، ومن عمل لله في الفرقة فان أصاب لم يقبل منه، وان اخطأ فليتبوأ مقعده من النار.
ولمزيد حول الجماعة واحكامها في كتاب: (الجماعة وجوبها ولزومها في الكتاب والسنة).
ذكر القرطبي من ضمن الاقوال: ولكن الله تبارك وتعالى عاتبه حتى لا تنكسر قلوب أهل الصفة ; أو ليعلم أن المؤمن الفقير خير من الغني ، وكان النظر إلى المؤمن أولى وإن كان فقيرا أصلح وأولى من الأمر الآخر ، وهو الإقبال على الأغنياء طمعا في إيمانهم ، وإن كان ذلك أيضا نوعا من المصلحة.
اخوة الايمان ترك الجماعة ترك للسنة وخروج على السنة كما في الاثر، والجماعة ليست لاجل الاعضاء وانما لاجل الله فالزمها وان كانت في النفس مرارت من اخطاء البعض او اجتهاد خاطئ فالامر وجوب وليس استحباب واما رابط كتاب الجماعة كان هذا هذا الرابط
https://truthislam.ahlamontada.com/t11-topic

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://truthislam.ahlamontada.com
 
اتحدوا يا اهل التوحيد فالاجتماع شعيرة من الشعائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حقيقة الاسلام وجوهر الدين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: