السياسيين الرافضين لانصار السنة

السياسيين الرافضين لانصار السنة
ahmedrahama51@yahoo.com
بعض السياسيين يرفع عن نفسه صفة العدالة والامانة ويقول بلسان حاله انه لن يحقق العدالة او الديمقراطية التي يزعمها، بل يعلن الاحتكارية والديكتاتورية والاقصائية، حينما يريد من الاخرين اما على موقفه وعقيدته ورؤيته والا فلا، ويعبر عن رفضه لاهل العدل والدين ولسان حاله يقول لا للعدل ولا للدين، وان على الاكثرية التي مع الدين ان تتابع الاقلية الرافضة له ولا للديمقراطية التي تحقق رغبة الاكثرية، كما يرى البعض ان على الشعب ان يترك الاخلاق والقيم ويتابع الانحلال والسفه والا فهو ليس سوي وليس برشيد، ومثال لذلك الموقف من مظهر الدين والريبة في اهل الدين، ومنه موقف البعض من انصار السنة في المشاركة السياسية بين الاحزاب السياسية، وذلك الموقف بسبب عدم معرفة البعض بموقف انصار السنة، وايضا لعقيدته وطريقته الدينية الخاصة يعترض على مشاركة انصار السنة حتى بين فئات المعارضة لنظام البشير او حتى ساحات الاعتصام من خرج لموقفه الشخصي وليس ما تدع اليه الجماعة، وقد تابعنا من اعترضوا تواجد نساء محجبات في ساحة الاعتصام امام القيادة العامة رغم انه لم يعرف انها من اي جماعة لكن مظهر الدين فقط اثار غضب البعض الذي يزعجه مجرد ثوب الدين، ونقول للاحتكاري اليس بين الاحزاب المعارضة ختمية اليس بينهم انصار المهدي او برهانية وتجانية وقادرية وجمهوريين وشيوعيين وبعثيين وغير المسلمين؟ فكل هؤلاء رضيت مشاركتهم وترفض مجرد فرد من انصار السنة، ان هذا حقد دفع صاحبه ليحرم نفسه قبل غيره من دعم اخرين له ان رضى بعضهم بذلك، وتقديري الشخصي، مع ان انصار السنة لا تزاحم على السياسة كهدف وطمع في محاصصة الا انها لا تحرّم السياسة ولا تمنع افرادها من الاجتهاد في مساندة من يرى انه اقرب الى العدل، ولو ارادت جماعة انصار السنة طرح نفسها كجهة سياسية لوجدناها اكثر تايدا ممن يعترض على مشاركتها ممن يكرهون الدين او حتى لتقييمهم الخاطئ، فعليهم مراجعة موقفهم والعدل في حق الاخرين ولا تضطرهم ليكونوا في صراع معكم رغم انها لا تستهدفهم، واما رؤيتها الدينية لم تفرضها على الاخرين قسرا بل مجرد فتوى ودعوة نصيحة سلمية، ولكن لا تلاحق الاخرين سياسيا، كما انها ايدت ما توافقت عليه الجهات التي كونت الحكومة بين المجلس وقحت رغم تحفظاتها، الا ان من يريد معاداة الدين اصبح يرى كل متدين له عدو، وهل الشرط عند البعض للمشاركة السياسية ان يكون العضو او الشريك سفيها؟ او يكون لا اخلاق له لا حياء له، ان يكون زاني او يبيح الزنا او يشرب الخمر او يبيحها؟ الا يرون ان اصحاب الخلق والدين ممكن ان يكونوا شركاء مع الاخرين في ادارة بلدهم؟ وهذا يذكرنا بمثال الحجة التي ذكرها بعض القوم السابقين على رسولهم ومن معه، فان التهمة والعيب الذي ذكروا عنهم، قالوا انهم اطهار يريدون الطهر والنقاء وهذا لا يناسبهم، وذلك عندما ردهم على نبي الله لوط عليه السلام، وقالوا اخرجوا هؤلاء من البلد لانهم يرفضوا الزنى والشذوذ، حيث اوضح ذلك تعالى في الاية: ( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82). الاعراف. ووليس الموضوع الحديث عن الزنا او الشذوذ، ولكن الشاهد هو نوع الحجة التي ذكروا ورفضوا بها الصالحين(إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ). فلماذا الطهر والالتزام يزعج البعض، فهو يعصى ويشرب الخمر هذا بينه وبين ربه، او حتى ما رضي لنفسه من خلق، لكن لا يشترط على الاخرين اما مثله او لا يقبل مشاركتهم في العمل العام، هذا وانه ليس بالامكان للاخرين منع انصار السنة لكن التوضيح هنا لنوع الموقف الذي يريده البعض لمنع اصحاب الاخلاق والقيم من التواجد بين الاحزاب السياسية ان رضوا هم بذلك، وليعلم الرافضين لمشاركة انصار السنة، ليعلموا ان عامة الشعب السوداني يرون ان انصار السنة اصحاب دين وخلق حتى وان عجزوا عن الالتزام بما عليه انصار السنة الا ان عامة الشعب على قيم واخلاق وترى ان الدين ليس عيبا بل حتى اهل البادية وغير المتعلمين في السودان هم اهل عفة واخلاق واقرب الى انصار السنة من اعداء التدين والالتزام. فمن تحفظ على مشاركة اهل الدين فقد عزل نفسه عن المجتمع السوداني الخلوق.
اما لصاحب الدين فلا توحشك قلة السالكين ولا تغرنك كثرة الهالكين، فقد اوصاك ربه بالصبر على الدين وتباع ما جاءك من ربك حتى يقضي الله امرا كان مفعولا: قال تعالى: وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ). 109 يونس.